في الاعتقاد هل نرجح العقل على النقل ؟ أم نرجح النقل على العقل ؟

[روميسة]

بصراحة أشعر أن هذا السؤال استفزازي أحيانا .. أو انه خطأ أحيانا أخرى !

بل هناك من يتخذ هذا الكلام ليطعن في أهل السنة يطعن بمن استخدم علم الكلام .. فيقول أحد الجهلة مثلا أن السنة لا يستخدمون إلا العقل في الاستدلال .. و هذا كذب لكن لا يعني هذا أن العقل لا يجوز استخدامه عند السنة في الاعتقاد .. فمن يظن ذلك فهو جاهل ..

إليك عدة نقاط بسيطة تفهم منها أين موضع الخلل من هذا السؤال :

- لا حكم تكليفي ( حلال و حرام .. ) إلا عن طريق الشرع .

- العقل وظيفته النظر المؤدي للمعرفة و لوصف الواقع الذي يؤدي للإقرار بأن الخالق موجود دون ترتيب حكم تكليفي .

- أهل السنة متفقين على أن التكليف بالاعتقاد لا يكون إلا بالنقل ..

لذلك أهل السنة و الجماعة يستدلون على العقائد بالدليل العقلي لكنهم لا يثبتون التكليف بها بالعقل

أي أن للعقل مجال في علم التوحيد محصور في أمور معينة نظرا لأن العقل نفسه محدود !

فلا تعارض بين الشرع و العقل حتى نقول أننا نقدم العقل على النقل أو النقل على العقل لأن كلا القولين يعني أن هناك تعارض وجب وجود تقديم !

لذلك لا تتوهم بسؤال السائل الذي يريد إحراجك بهذا إن شاهد منك سطحية في العلم و المعرفة فيغرر بك ليدس أفكار فاسدة مرة باسم تقديم العقل على النص و مرة باسم تقديم النقل على العقل !

فقد ابتلانا الله بقوم طرحوا العقل على الأرض و داسوا عليه بأقدامهم ليهموا الناس بأن استخدام العقل في الدين محرم ليصوروا الدين بصورة ليست له و لا هو لها و حقروا من مقام العقل .. فظهرت شرذمة أخرى كرد فعل على الأولى كذبوا باسم العقل و أفرغوا النصوص من محتوياتها و ظن كل واحد منهم أن عقله هو الحكم فتراه يرفض حديث نبوي لأنه لم يعجبه أو يأت لنص قرآني فيقوم بوضع تأويل مفصل على قياسه الخاص !

و لا أستطيع أن أرجح بينهما فأقول أيهما أكثر فسادا .. هؤلاء أم هؤلاء !

فهؤلاء و هؤلاء يدسون أفكارهم السامة في رؤوس قليلي العلم و المعرفة فيلقوا ما شاؤوا في غفله من تنبه المساكين الذين أصغوا لهم السمع .. و من هنا ينشأ التضليل و الافتراق بين الفريقين .. فيبادر كل منهم إلى تكفير صاحبه و تبديعه !

فتنبه يا رعاك الله.

منقول